فالرجوع إلى “ما قبل الحداثة” يعني بالدرجة الأولى رجوعاً يواكبه مجهود نقدي أشرت إلى بعض جوانبه سابقاً، وفي هذه المرحلة أضيف جانبين اثنين: الأول هو القطع مع تقسيم العمل السائد بين الأنثروبولوجيا والإستشراق بهدف وضع أنثروبولوجيا بمعالم جديدة وفي اتجاه علوم اجتماعية متجددة.
أما الجانب الثاني فهو إعادة النظر في ماهية “الفرق الكولونيالي” بتحليل أدق يحيل على عوامل يظهر أنها استعصت على التحاليل المابعد “الما بعد كولونيالية” و”اللاكولونيالية”، وأهم هذه العوامل يكمن في إشكالية اللغة وما ترتب على العلاقات بين اللغات والمنظومة المعرفية الكولونيالية.